هذه المرة لم يتم تخريب مساعي السلام في اليمن بالمماطلة والالتفاف والمراوغة والتسويف والنقض؛ أي الأساليب التي اعتادتها الميليشيا الحوثية منذ بدأت محاولات التفاهم معها سلمياً لإنقاذ اليمن من عبثها عبر مفاوضات مع الشرعية، ولكنها استخدمت أسلوباً صارخاً في همجيته وعدوانه، يؤكد أنها غير مؤهلة أبداً لتصبح مكوناً سياسياً يمنياً وطنياً يهمه مستقبل اليمن.
فعندما يغدر الحوثيون بالحكومة الشرعية التي تم التوافق عليها في اتفاق الرياض بمحاولة تصفية جميع أعضائها في مطار عدن لحظة هبوط طائرتهم، فذلك لا يعني سوى حقيقة وحيدة، مؤكدة هي أنه لا يمكن لهذه الميليشيا أن يكون لها دور في مستقبل اليمن وأمنه واستقراره، لأنها انغمست تماماً في تنفيذ الدور المطلوب منها من قبل أصحاب الأطماع الاقليمية، وتماهت معه كلياً إلى حد الانقياد الأعمى للتعليمات التي تمليها عليها إيران، ومحور التخريب لأمن دول المنطقة الذي يسعى لإخضاعها للوصاية الخارجية.
وبغض النظر عما سيكتنف عمل حكومة الشرعية من مصاعب مع التوقعات بتكثيف الهجمات عليها لمحاولة تعطيلها بالإرهاب، فإنها كما قال رئيس الوزراء اليمني بعد الحادثة قد أصبحت -أي الحكومة- في قلب المهمة المكلفة بها والمناطة بها تأريخياً لتحرير اليمن من الاستلاب الحوثي وإنقاذه من خطر سيمتد أجله طويلاً، إذا لم تنجح الحكومة في مهمتها. والآن بعد أن تمت إزالة كثير من العقبات بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي وتشكيل حكومة وحدة وطنية بالشراكة، فإن المهمة الصعبة تبدو ممكنة بالعمل المشترك بين الجميع، واستمرار دعم التحالف، ووقوف الشعب اليمني مع الحكومة الجديدة، واستيعاب الوسيط الأممي والمجتمع الدولي لحقيقة أن الميليشيا الحوثية ليست مؤهلة أبداً أن تكون طرفاً في أي عملية سياسية، بل هي الخطر الحقيقي على اليمن وجيرانه.
ستكون الأيام المقبلة صعبة جداً لأن وجود الحكومة الشرعية في عدن يمثل تهديداً كبيراً للحوثيين الذين سيلجأون لأسوأ الأساليب وهم يتخيلون انتقال الحكومة ذات يوم إلى صنعاء، لكن صمود الحكومة والشعب اليمني كفيل بتجاوز هذا المنعطف.
كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com
فعندما يغدر الحوثيون بالحكومة الشرعية التي تم التوافق عليها في اتفاق الرياض بمحاولة تصفية جميع أعضائها في مطار عدن لحظة هبوط طائرتهم، فذلك لا يعني سوى حقيقة وحيدة، مؤكدة هي أنه لا يمكن لهذه الميليشيا أن يكون لها دور في مستقبل اليمن وأمنه واستقراره، لأنها انغمست تماماً في تنفيذ الدور المطلوب منها من قبل أصحاب الأطماع الاقليمية، وتماهت معه كلياً إلى حد الانقياد الأعمى للتعليمات التي تمليها عليها إيران، ومحور التخريب لأمن دول المنطقة الذي يسعى لإخضاعها للوصاية الخارجية.
وبغض النظر عما سيكتنف عمل حكومة الشرعية من مصاعب مع التوقعات بتكثيف الهجمات عليها لمحاولة تعطيلها بالإرهاب، فإنها كما قال رئيس الوزراء اليمني بعد الحادثة قد أصبحت -أي الحكومة- في قلب المهمة المكلفة بها والمناطة بها تأريخياً لتحرير اليمن من الاستلاب الحوثي وإنقاذه من خطر سيمتد أجله طويلاً، إذا لم تنجح الحكومة في مهمتها. والآن بعد أن تمت إزالة كثير من العقبات بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي وتشكيل حكومة وحدة وطنية بالشراكة، فإن المهمة الصعبة تبدو ممكنة بالعمل المشترك بين الجميع، واستمرار دعم التحالف، ووقوف الشعب اليمني مع الحكومة الجديدة، واستيعاب الوسيط الأممي والمجتمع الدولي لحقيقة أن الميليشيا الحوثية ليست مؤهلة أبداً أن تكون طرفاً في أي عملية سياسية، بل هي الخطر الحقيقي على اليمن وجيرانه.
ستكون الأيام المقبلة صعبة جداً لأن وجود الحكومة الشرعية في عدن يمثل تهديداً كبيراً للحوثيين الذين سيلجأون لأسوأ الأساليب وهم يتخيلون انتقال الحكومة ذات يوم إلى صنعاء، لكن صمود الحكومة والشعب اليمني كفيل بتجاوز هذا المنعطف.
كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com